مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

[بقية وسائل فهم القرآن]

صفحة 76 - الجزء 1

  النبي ÷ وأئمة الهدى أثره، فَكِلْ علمه إلى الله سبحانه فإن ذلك منتهى حق الله عليك). رواه في النهج⁣(⁣١).

  فأما إثبات الصانع فليس مقصوداً هنا؛ لأنا لا نعرف المحقين إلا بإخبار الأنبياء، ولا نعرف الأنبياء إلا بالمعجز، ولا نعرف المعجز إلا بعد إثبات الصانع، ولا نثبته إلا بالنظر.

  فإن قلت: ظاهر قوله #: (فما دلك القرآن عليه) ... إلخ يدل على منع النظر فيما ذكر، والاكتفاء بما في القرآن والسنة، وما أثر عن أئمة الهدى وهو يخالف ما تقدم من ترخيصه للحسن #.

  قلت: كلامه هذا القاصرين عن النظر المعتبر؛ لأنه ورد جواباً لسؤال سائل، وقد قدمنا أن النظر مظنته الخطر، ولهذا أمر الحسن معه بما أمر، وكلامه # يفسر بعضه بعضاً.

[بقية وسائل فهم القرآن]

  رجعنا إلى ما نحن بصدده من ذكر ما يحتاج إليه الناظر في كتاب الله. وينبغي له - مع إمعان النظر - أن يكون عالماً بالعربية بجميع أنواعها من المفردات، والقواعد النحوية، والبيانية وغيرها، محققاً في أصول الفقه، وعلم الكلام ممارسا في الفقه وغيره من الفنون التي يريد استخراجها من القرآن؛ لأن بذلك يسهل عليه إدراك مآخذ المسائل، ولذا قال الغزالي: وإنما يحصل الاجتهاد في زماننا بممارسة الفقه فهو طريق تحصيل الدراية في هذا الزمان، ولم يكن الطريق في زمن الصحابة ¤ ذلك.


(١) ص (١٢٥). ١٨٩. أعلمي.