مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة السابعة عشر المتعلقة بقول الله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}: أنواع العالم

صفحة 777 - الجزء 2

  قال: ولعله # يريد بالحركات المعاني التي زعموها مؤثرة فإنها غير مدركة⁣(⁣١). وقالت الكرامية: الأعراض كلها مدركة، ورده الإمام المهدي بأنا لا ندرك العلم والحياة بأي الحواس على طريقة واحدة، فلو جاز مع هذا أنه مدرك لوجوده لجاز أن يقال لكونه معلوماً حتى يدرك المعدوم.

  قلت: وهذا مبني على ثبوت الذوات في العدم. وقيل: لا يدرك عرض قط.

  قال الإمام المهدي: لعل القائل بذلك النظام.

  قلت: هذا القول حكاه الإمام أحمد بن سليمان # عن المطرفية فإنه حكى أنهم يقولون: إن الأعراض كلها تعلم ولا تدرك، وجعل السمرقندي من المحسوسات بالذوق التسعة التي حكيناها عنه أعني المرارة والعفوصة وما عده معهما، وقد مر أن بعضها ليست أعراضاً عند الأصحاب، وعد من المدرك باللمس الرطوبة واليبوسة.

  ومنها أنها تنقسم إلى ما يبقى وإلى ما لا يبقى، فالباقي اللون والطعم والرائحة والحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والاعتماد والتأليف والكون والحياة والقدرة، فهذه باقية عند البصرية جميعاً.

  قالوا: وغير الباقي الصوت والألم والنظر والشهوة والنفرة اتفاقاً بينهم.

  قال أبو الهذيل: وكذلك لا تبقى الحركة والإرادة وسكون الحي.


(١) أي غير معقولة. تمت مؤلف.