مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثامنة عشرة [حدوث العالم]

صفحة 798 - الجزء 2

تنبيه [في إيضاح المراد بالأعراض]

  المراد بالأعراض في قولنا في هذا الأصل: إن الجسم لا يخلو من الأعراض الأكوان أعني الحركة والسكون والاجتماع والافتراق؛ إذ بعض الأعراض قد يخلو الجسم منها، وفي المعراج ما يشعر بأن ثمة من يقول: إنه لا يجوز خلو الجسم من الأعراض كلها، وإنها موجودة فيه، فما ظهر أوجب⁣(⁣١) وما كمن لم يوجب.

  قال: وذهب أبو علي وأبو القاسم والأشعرية إلى أنه لا يخلو الجوهر مما يحتمله⁣(⁣٢) أو من ضده، فإن لم يكن له ضد لم يخل منه أصلاً. ثم أبطله بأنا نعلم خلو كثير من المحال من الصوت، مع أن مذهبهم يقتضي أنه لا يخلو المحل عنه وقتاً واحداً، وكذلك نعلم خلو المحال عن كثير من المتضادات.

  قلت: والظاهر ما قدمنا وهو أن الأعراض التي لا يصح خلو الجسم عنها بحال إنما هي الأكوان فقط؛ والدليل على ذلك أن الأعراض على ثلاثة أقسام: قسم يجوز خلو الجسم عنه بكل حال وهو ما لا يبقى كالإرادة والصوت والاعتماد ونحوها، أو يبقى ولا ضد له كالقدرة والحياة والتأليف، وقسم يجوز خلوه عنه قبل وجوده فإن وجد لم يجز خلوه عنه وهو الباقي الذي لا ينتفي إلا بضد كالألوان والطعوم والحرارة ونحوها.

  قال الإمام عز الدين #: فإنه يجوز أن لا يوجد الله تعالى في الجسم


(١) أي أوجب صفة. تمت مؤلف.

(٢) يعني من الأعراض. تمت مؤلف.