المسألة الثامنة عشرة [حدوث العالم]
  في إثبات الأعراض(١) وذلك الأمر محدث فيتسلسل إلى ما لا يتناهى، وذلك محال فما أدى إليه(٢) فهو محال.
  والجواب أن الفاعل ليس له بكونه فاعلاً حال(٣) فيحتاج إلى مؤثر بل المرجع به إلى أنه وجد من جهته ما كان قادراً عليه وليس يجب إذا وجد من جهته ذلك أن يكون هناك معنى حتى يحتاج ذلك المعنى إلى محدث، ومحدثه إلى محدث فيتسلسل، فنحن نلتزم أنه حصل فاعلا بعد أن لم يكن فاعلاً أي أوجد فعلاً لم يكن موجوداً، ولا يلزمنا افتقار إيجاده إلى مؤثر(٤) سوى قادريته دليله الواحد منا، فإنه يحصل فاعلا بعد أن لم يكن وإن لم يكن هناك معنى.
  فإن قيل: فالذي لأجله أوجد هل كان حاصلاً بكماله في الأزل لزم أن لا يتخلف عنه الإيجاد ضرورة أم لم يكمل في الأزل، فالذي كمله حادث يحتاج إلى مؤثر وينتقل الكلام إلى مؤثره فيتسلسل فيلزم المحال(٥).
  قيل: بل كان كاملاً في الأزل وهو القادرية والداعي ولا يلزم أن يقارن وجود الفعل وجود الفاعل وألا يخرج عن كونه فاعلاً لعدم
(١) يعني قولنا: إنها متجددة مع الجواز فلا بد من أمر فكذلك هنا هو متجدد مع الجواز فلا بد من أمر. تمت مؤلف.
(٢) وهو حدوث العالم. تمت مؤلف.
(٣) أي صفة تمت مؤلف.
(٤) أي معنى تمت مؤلف.
(٥) أي وما أدى إليه وجب بطلانه. تمت مؤلف.