قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}
  وقوفه على اختياره والقادرية والداعي وإن أثرا في إيجاد الفعل فهما غير موجبين بل يؤثران على سبيل الصحة وذلك يوجب تقدمهما تقدماً حقيقياً.
  نعم وكلاهما غير محدث، في حق صانع العالم أما القادرية فظاهر، وأما الداعي فلأنه من قبيل عالميته، ولهذا انتفى التسلسل.
  قال الإمام عز الدين #: فإن قيل: فقد حصل مؤثر لأجلهما بعد أن لم يكن مؤثراً لأجلهما فلا بد من أمر.
  قلنا: ليس كونه مؤثراً مما يعلل إذ ليس له بكونه مؤثراً حال. وأورد الإمام المهدي # هنا إشكالاً، وأجاب عنه ولفظه: فإن قيل: إذا استحال وجود العالم في الأزل فقد حدثت له الصحة فيما لا يزال(١)، فتكون حادثة تفتقر إلى مؤثر وصحة تأثيره فيها كذلك فيتسلسل أو يدور.
  قلنا: لا نسلم حدوث الصحة بل هي ثابتة له في الأزل أي تثبت له في الأزل صحة وقوعه فيما لا يزال وحينئذ لا تفتقر الصحة إلى مؤثر إذ هي أزلية كذا في الدرر.
  قلت: والذي يظهر أن غالب هذه الشبه والإشكالات لا ترد إلا على من يثبت التأثير لغير الفاعل.
(١) أي في المستقبل. تمت مؤلف.