مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين 2}

صفحة 867 - الجزء 2

  ومنها: أن الإخبار بثبوت جميع المحامد الله تعالى عين الحمد كما أن قول القائل (الله واحد) عين التوحيد.

  ومنها: أن المراد بها الإنشاء على جهة التجوز لاستعمالها في غير ما وضعت له، فهي خبر واقع موقع الإنشاء، بدليل أن المتكلم بها لم يقصد الإخبار بل قصد تعظيم الله وشكره.

  ومنها: أنها باقية على معناها الأصلي وهو الإخبار، لكن ذلك الإخبار مفيد للمدح⁣(⁣١) أما على القول بأن (أل) للعموم فظاهر؛ لأن الإخبار باستحقاقه تعالى لجميع المحامد وصف له بجميل، فيكون حمدا. قيل: وعلى هذا فيكون محل كون المخبر بالشيء ليس آتيا بذلك الشيء ما لم يكن الإخبار فردا من أفراد المخبر عنه كما هنا، وأما على القول بأنها موضوعة للإخبار بوقوع الحمد لله من الغير من دون نظر إلى الاستغراق، فلأن الإخبار بذلك يستلزم اتصافه تعالى بالكمال، فيكون حمدًا بهذا الاعتبار. والله أعلم.


(١) فهي خبرية لفظاً انشائية معنى الحصول الحمد بالتكلم بها مع الإذعان لمدلولها. تمت مؤلف.