مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثالثة [في شبهة دلالة اللفظين أن البسملة غير آية من سورة الفاتحة]

صفحة 874 - الجزء 2

  لهم ما ادعوه من التقديم والتأخير فلا نسلم أن عدم الفاصل دليل على أن البسملة ليست بآية، إذ لا مستند لهم في ذلك إلا أنه لا نظير لها في القرآن، وذلك لا يدل على عدم الجواز، بل الدليل قائم على جواز التأكيد والتكرير وحسنهما، إذ الكلام إذا تكرر تقرر، والتأكيد عند العرب معلوم، مع أن هذه الآية نفسها دليل على ذلك؛ لأنه قد قيل: إن معنى الاسمين⁣(⁣١) واحد، وإنما جمع بينهما للتأكيد، ولا فرق بين تكرير الآية وتكرير الكلمة، ولا بين اللفظي والمعنوي.

  قال بعضهم: وفي التوكيد أعظم الفائدة، وهو كثير في كلام العرب ويستغنى عن الاستشهاد، والفائدة في ذلك⁣(⁣٢) ما قاله بعضهم: من أنه تفضل بعد تفضل⁣(⁣٣)، وإنعام بعد إنعام، وتقوية المطامع الراغبين، ووعد لا يخيب آمله.


(١) يعني الرحمن الرحيم. تمت مؤلف.

(٢) أي في تكرير الاسمين في البسملة وبعدها. تمت مؤلف.

(٣) يعني أنه قد تفضل علينا بإنزال هذين الاسمين في البسملة، ثم تفضل بذكرهما ثانياً في السورة. تمت مؤلف.