مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

[معنى الاستعانة]

صفحة 911 - الجزء 2

تنبيه [في جواز وصف الباري بالمستعان]

  يؤخذ من الآية جواز وصف الباري بمستعان. وقد نطق به القرآن، وكذلك بمعين بشرط التقييد بكونه معينا على الطاعة، قال في الإحاطة: ويوصف بأنه معين على الطاعات ومعين للمؤمنين إذا فعل ما يزيد عنده فعل من يعينه، ولا يوصف بأنه معين للكفار على كفرهم بالأنه لا يجوز أن يريده.

فائدة [في إطلاق الاستعانة]

  قيل: أطلقت الاستعانة لتتناول كل مستعان فيه، ويؤيده ما في الدر المنثور عن ابن عباس في {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥}⁣[الفاتحة] قال: على طاعتك، وعلى أمورنا كلها.

  وقال الزمخشري: الأحسن أن تراد الاستعانة به وبتوفيقه على أداء العبادة، ويكون قوله: {اهْدِنَا} بياناً للمطلوب من المعونة كأنه قيل: كيف أعينكم؟ فقالوا: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦}⁣[القاعة]. قال: وإنما كان أحسن لتلاؤم الكلام وأخذ بعضه بحجزة بعض.

  قال الشريف: أي لتناسب الجمل الواقعة فيه، وانتظام بعضها مع بعض، حيث دل {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥}⁣[الفاتحة] على طلب الإعانة على العبادة، فصار {اهْدِنَا} بيانا للإعانة المطلوبة، فانتظمت الجمل الثلاث انتظاما لمزيد ارتباط بينها.