مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

قوله تعالى: {وإياك نستعين 5} من سورة الفاتحة

صفحة 910 - الجزء 2

  ومعنى إعانة الله للعبد: هو اللطف والتوفيق وزيادة الهدى وحفظ الصحة ودفع الآفة عن الجوارح ونحو ذلك مما تحصل به المعونة.

  وعن ابن مسعود قال: علمنا رسول الله ÷ التشهد في الصلاة ... إلى قوله: والتشهد في الحاجة إن الحمد لله نستعينه ونستغفره ... الخبر رواه الترمذي وصححه، وأخرجه جماعة من المحدثين.

  ومن كلام علي #: (اجعلوا ما افترض الله عليكم من طلبكم، واسألوه من أداء حقه ما سألكم). رواه في النهج.

  وقال زيد بن علي # في الآية: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ٥}⁣[الفاتحة] على عبادتك، فأمرهم تبارك وتعالى أن يستعينوا به فيما يتعبدهم في كل أمورهم؛ لأنهم لا ينالون خيرا إلا بالله تعالى، وقد كان الكفار يستعينون بآلهتهم التي كانوا يعبدون من دون الله تعالى فأمر الله المؤمنين أن يخلصوا ذلك له.

  وقال الهادي # بعد أن ذكر أصنافاً من رياضة النفس ما لفظه: وأصل ذلك كله وفرعه والذي هو عون لصاحبه على نفسه فهو إخلاص النية إلى ربه، والاستعانة به على نفسه، فإن من خلصت له نيته، وصلحت له علانيته أصلح الله سريرته، وقواه على إرادته، بالتوفيق والتسديد والمعونة والتأييد؛ لأنه إذا كان منه ما ذكرنا من إخلاص النية، والإرادة والإقبال إلى الله تعالى، والتوبة فقد اهتدى، وإذا اهتدى فقد قبله الله تعالى فزاده هدى، ومن زاده هدى فقد أعانه على طاعته وتقواه. وقد تضمن كلامه # بيان السبب الذي تستحق معه المعونة، وبيان معناها.