المسألة الأولى [معنى الهدى]
  قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦}
  فيه مسائل:
المسألة الأولى [معنى الهدى]
  الهدى في اللغة على وجوه:
  أحدها: بمعنى الدلالة والإرشاد، وقيده الراغب باللطف، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ١٢}[الليل]، وهذا النوع قد عم الله به عباده البر والفاجر، والمسلم والكافر، وذلك بإكمال العقل والفطنة وغيرهما، وهذا هو الهدى الذي يتفضل الله به ابتداء.
  قال الهادي #: أما الهدى المبتدئ فقد هدى الله به البر والفاجر وهو العقلة، والرسول، والكتاب. ومثله في (البساط) للناصر #، وفي (الحقائق)، و (مفردات الراغب)، ويدل عليه قوله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ٣}[الإنسان] وقوله في القرآن: {هُدًى لِلنَّاسِ}[البقرة: ١٨٥] وفي الرسول: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى}[التوبة: ٣٣].
  الثاني: بمعنى الدعاء إلى الخير، ومنه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}[السجدة: ٢٤] وهو راجع إلى الوجه الأول، وإن كان الراغب قد جعله نوعا آخر.