مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى [معنى الهدى]

صفحة 915 - الجزء 2

  قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ٦}

  فيه مسائل:

المسألة الأولى [معنى الهدى]

  الهدى في اللغة على وجوه:

  أحدها: بمعنى الدلالة والإرشاد، وقيده الراغب باللطف، ومنه قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ١٢}⁣[الليل]، وهذا النوع قد عم الله به عباده البر والفاجر، والمسلم والكافر، وذلك بإكمال العقل والفطنة وغيرهما، وهذا هو الهدى الذي يتفضل الله به ابتداء.

  قال الهادي #: أما الهدى المبتدئ فقد هدى الله به البر والفاجر وهو العقلة، والرسول، والكتاب. ومثله في (البساط) للناصر #، وفي (الحقائق)، و (مفردات الراغب)، ويدل عليه قوله تعالى: {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ٣}⁣[الإنسان] وقوله في القرآن: {هُدًى لِلنَّاسِ}⁣[البقرة: ١٨٥] وفي الرسول: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى}⁣[التوبة: ٣٣].

  الثاني: بمعنى الدعاء إلى الخير، ومنه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}⁣[السجدة: ٢٤] وهو راجع إلى الوجه الأول، وإن كان الراغب قد جعله نوعا آخر.