المسألة الثالثة: {اهدنا} صورته صورة الأمر
  العاشر: التمني، وهو طلب الأمر المحبوب الذي لا طماعية فيه. والعلاقة الإطلاق والتقييد لأن الأمر طلب على وجه الاستعلاء، فأطلق عن قيده ثم قيد بالمحبوب الذي لا طمع فيه، أو السببية لأن طلب وجود الشيء الذي لا إمكان له سبب في تمنيه، وذلك كقول امرئ القيس:
  ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبح وما الإصباح منك بأمثل
  وحمل على التمني لأن الليل لا يقبل أن يطلب منه الانجلاء، وإنما هذه الصيغة كناية عن تمني أمنية فيكون باقياً على إنشائيته، وجعلوه تمنيا لا ترجيا لأن التمني لما بعد، ومن شأن المحب أن يستبعد انجلاء الليل.
  الحادي عشر: التكوين، وقد مر ذكره في التسخير.
  الثاني عشر: الخبر، ذكره في الغاية ومثله بقوله تعالى: {فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا}[التوبة: ٨٢] أي: هم يضحكون في الدنيا قليلاً ويبكون في الآخرة كثيرا، وقوله ÷: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت» أي: صنعت ما شئت، أخرجه البخاري من حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري البدري، وأخرجه الطبراني في الكبير بنحوه. والعلاقة المشابهة بين الأمر والخبر في الدلالة على وجود الفعل.