مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم 6} من سورة الفاتحة

صفحة 935 - الجزء 2

  الثالث عشر: التعجيز أي: إظهار عجز من يدعي أن في وسعه وطاقته أن يفعل مثل الأمر الفلاني نحو قوله تعالى: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}⁣[البقرة: ٢٣] إذ ليس المراد به أمرهم على الحقيقة على وجه التكليف، وإنما المراد إظهار عجزهم عن الإتيان بمثله؛ لأنهم لو طاولوا بعد سماع الصيغة ذلك الإتيان ولم يمكنهم ظهر عجزهم. والعلاقة فيه التضاد لأنه إنما يكون في الممتنعات، والطلب في الممكنات، أو السببية لأن طلب ما لا قدرة عليه سبب في التعجيزه قيل: وهو خبر بعجزهم دلت عليه القرينة.

  الرابع عشر: التفويض نحو قوله تعالى: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ}⁣[طه: ٧٢] اذكره الجويني وصاحب الجمع، وسماه بعضهم بالتحكيم، وبعض بالتسليم، وبعض بالاستبسال⁣(⁣١)، ولعل علاقته كالإباحة.

  الخامس عشر: التعجيب أي: تعجيب المخاطب كقوله تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ}⁣[الفرقان: ٩] وقيل: هو في الآية للإيجاب معه تعجب والعلاقة الإطلاق والتقييد أي: إطلاق الطلب المجرد على المقيد بالتعجيب.

  السادس عشر: المشاورة، كقول إبراهيم: {فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى}⁣[الصافات: ١٠٢].

  السابع عشر: الاعتبار، كقوله تعالى: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ}⁣[الأنعام: ٩٩].


(١) من البسالة وهي الشجاعة. تمت مؤلف.