قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} من سورة الفاتحة
  قيل: لا نسلم تقدم إسلامه على إسلام أمير المؤمنين #، وقد روي الاتفاق على إسلامه # ثاني البعثة، وليس هذا موضع استيفاء الكلام على المسألة إلا أنا نذكر حجة واحدة كافية وهي إجماع العترة $ على ذلك.
  فإن قيل: فقد لقبه النبي ÷ بذلك، وهو يدل على تفضيله بالتصديق لأن اللقب ما يشعر برفعة المسمى أو ضعته وهذا يشعر بالرفعة؟
  قيل: لنا في الجواب عن هذا وجوه:
  أحدها: أنا نطالبكم بتصحيح هذه الدعوى وهي أن رسول الله ÷ لقبه بذلك.
  الثاني: أنكم وإن صححتموها فهي لا تدل على تفضيله إذ يلقب بذلك كل مؤمن بدليل قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ}[الحديد: ١٩].
  الثالث: أنه لو سلم لكم ما تدعون من الدلالة على تفضيله فهي لا تدل على تفضيله على أمير المؤمنين وسيد المسلمين علي بن أبي طالب # القيام الدليل بأنه - كرم الله وجهه - الصديق الأكبر، وقد ثبت تسميته بذلك من ثلاث جهات:
  الجهة الأولى: أن الله تعالى سماه بذلك، فمن ذلك ما روي عنه # قال: قال رسول الله ÷: «قال لي ربي ليلة أسري بي: من خلفت على أمتك؟ قال: قلت: أنت أعلم يا رب، قال: يا محمد