تفسير قوله تعالى: {ولا الضالين 7} من سورة الفاتحة
  وحكى الإمام أحمد بن سليمان # عن المعتزلة أن الإضلال من الله حكم، واستشهد لهم بقول الكميت:
  وطائفة قد أكفروني بحبكم ... وطائفة قالوا مسيء ومذنب
  وهذا اختيار الناصر # فإنه قال: إضلال الله لعباده حكمه عليهم إذا عصوه وخرجوا من أمره بالضلال، واستدل بقوله تعالى: {أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ١}[محمد] وغيرها من الآيات.
  الرابع: بمعنى الوجدان والمصادفة يقال: أضللت فلانا أي: وجدته و صادفته ضالاً كأجبنته وأبخلته.
  الخامس: بمعنى الصيرورة، قال في القاموس: وضلله تضليلاً وتضلالاً صيره إلى الضلال.
  السادس: بمعنى ترك اللطف والتوفيق، وهذا المعنى حكاه الناصر # عن بعض العلماء ولفظه: وقال بعض أهل النظر: إن ترك الله عباده العصاة له من لطفه وتوفيقه، وتخليتهم من يديه - ويداه فهما نعمتاه في الدنيا والآخرة - وخذلانه إياهم عقوبة لهم على معاصيهم إياه، واستخفافهم بحقه، وجراءتهم عليه، حتى يزدادوا إثما، جائز في اللغة، يقال: قد أضلهم حين تركهم في طغيانهم يعمهون. ولو لم يمنعهم من ذلك إجباررًا لهم، فقد تقول العرب لمن ترك عبده ولا يحجر عليه ولا يأخذ على يديه حتى يضل وإن لم يكن الولي أراد أن يضل ولا أحب من عبده: أنت أضللت عبدك بتركك إياه وتخليتك له. قال #: وهذا بين في اللغة ووجه يحتمل التأويل.