مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1108 - الجزء 2

  حمل ما صدر عنه ÷ من الأفعال وغيرها في الصلاة على الوجوب ما لم يصرفه عنه صارف صحيح؛ لأن أفعاله فيها بيان لمجمل واجب كقوله تعالى: {أَقِيمُوا الصَّلَاةَ}⁣[النساء: ٧٧]، ولقوله ÷: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، ولا خلاف أنما كان بياناً لمجمل، فإن حكمه حكم المبين في الوجوب وغيره، وأيضاً فإن أدلة وجوب الإتباع والتأسي لم تفصل في وجوب التأسي به ÷ بين فعل وفعل، على أن العلامة المقبلي قد نص على أن قولهم: لا يحتج بمطلق الفعل. لا يصدق على ما حوفظ عليه، سيما وقد كان من شأنه ÷ أن يفعل الخلاف لبيان الجواز، ذكره في (المنار).

  ولنتبرك هنا بتعداد ما وقفنا عليه حال تحرير هذا من ذكر السور التي كان يقرأ بها في الفرائض تقريباً لمن أراد الاقتداء بنبيه ÷ فيها، وتحقيقاً لما ادعيناه من ثبوت العلم بزيادته ÷ قرآناً مع الفاتحة، ولنأت بها مجردة عن ذكر الرواة والمخرجين اكتفاء بما سيأتي في مواضعه إن شاء الله تعالى.

  فمن ذلك ما روي أنه ÷ كان يقرأ في صلاة الفجر بسورة {ق}، وسورة الروم، وإذا الشمس كورت، وإذا زلزلت والمعوذتين وبالمؤمنين حتى بلغ ذكر موسى وهارون في الركعة الأولى، وكان يصليها يوم الجمعة بـ (الم) السجدة، وسورة (هل أتى)، وقرأ في صلاة الظهر (سبح اسم ربك الأعلى) و (الليل إذا يغشى)، و (السماء ذات البروج)، و (السماء والطارق)، وقرأ في المغرب الأعراف في الركعتين، وقرأ فيها الطور، والمرسلات والصافات، و (حم) الدخان،