مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الباب الثاني فيما يتعلق بجملة الفاتحة

صفحة 1148 - الجزء 2

  ويلحق بهذه المسألة فروع:

  الفرع الأول: ظاهر حديث: أنه كان يقرأ في الأوليين من الظهر قدر ثلاثين آية، وفي الأخريين قدر خمس عشرة آية، وأحاديث: الفاتحة وسورة في كل ركعة. يدل على أن الزيادة في الأخريين مشروعة.

  ويؤيده ما أخرجه مسلم قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة جميعاً عن هشيم قال يحيى: أخبرنا هشيم، عن منصور، عن الوليد بن مسلم، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري، قال: كنا نحزر قيام رسول الله ÷ في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر قراءة (الم. تنزيل) السجدة، وحزرنا قيامه في الأخريين قدر النصف من ذلك، وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من العصر على قدر قيامه من الأخريين من الظهر، وفي الأخريين من العصر على النصف من ذلك.

  قال مسلم: ولم يذكر أبو بكر في روايته (الم. تنزيل) وقال: قدر ثلاثين آية.

  قوله: كنا نحزر - بزاي معجمة بين حاء وراء مهملتين - والحزر: التقدير، ويجوز ضم الزاي من المضارع وكسرها لغتان.

  هشيم هو ابن بشير السلمي، أبو معاوية، نزيل بغداد، الحافظ، قال أبو حاتم: لا يسأل عنه في صدقه وأمانته وصلاحه، وقال في التذكرة: لا نزاع أنه كان من الحفاظ الثقات، إلا أنه كثير التدليس، وقال حماد بن زيد: ما رأيت في المحدثين أمثل من هشيم،