مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1170 - الجزء 2

  وأخرج عن ابن أبي الهذيل قال: كانوا يكرهون أن يقرءوا بعض الآية ويدعوا بعضها. قال أبو عبيد: الأمر عندنا على كراهة قراءة الآيات المختلفة كما أنكر رسول الله ÷ على بلال، وكما أنكره ابن سيرين قال: وأما حديث عبد الله فوجهه عنده أنه يبتديء الرجل في السورة يريد إتمامها ثم يبدو له في أخرى، فأما من ابتدأ القراءة وهو يريد التنقل من آية إلى آية وترك التأليف لآي القرآن فإنما يفعله من لا علم له؛ لأن الله لو شاء لأنزله على ذلك.

  وقال السيوطي: قد نقل القاضي أبو بكر الإجماع على عدم جواز قراءة آية آية من كل سورة.

  قال البيهقي: وأحسن ما يحتج به أن يقال أن هذا التأليف لكتاب الله مأخوذ من جهة النبي ÷ وأخذه عن جبريل، فالأولى للقاريء أن يقرأ على التأليف المنقول، وقد قال ابن سيرين تأليف الله تعالى خير من تأليفكم.

  وقال بعض العلماء: من أفسد نظم القرآن فقد كفر به ورد على محمد ÷ ما حكاه عن ربه تعالى.

  قلت: ظاهر هذه الآية⁣(⁣١) المنع من خلط سورة بسورة وليس الأمر كذلك، أما حديث بلال فقد مر أن النبي ÷ قال له: «أحسنت» ولعله نبهه بالأمر على الأولى، وأماقول ابن مسعود وغيره فليس بحجة، وأما الإجماع فممنوع لثبوت الخلاف، والذي ينبغي


(١) كذا في الأصل، ولعل الصواب: الرواية.