الباب الثاني فيما يتعلق بجملة الفاتحة
  احتج الجمهور بما في (الشفاء) عن النبي ÷: أنه سمع خفق نعل وهو يصلي وهو ساجد، فلما فرغ قال: «من هذا الذي سمعت خفق نعله؟» قال: أنا يا رسول الله، قال: «فما صنعت؟» قال: وجدتك ساجدا فسجدت، قال: «هكذا فاصنعوا، ولا تعتدوا بها، ومن وجدني قائماً أو راكعاً فليكن معي على حالتي وليعتد بها»، والحديث ذكره في شرح التجريد، وقال: رواه ابن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن رجل من أهل المدينة عن النبي ÷، فذكره إلا قوله: فليعتد بها، فلم يذكره، ولعله إنما حذفه لأنه لم يذكر الحديث إلا للاستدلال به على استحباب السجود مع الإمام إذا لحقه ساجدا.
  وجرير هو ابن عبد الحميد بن قرط الظبي الكوفي ثم الرازي، قال في معالم ابن قتيبة: هو من الشيعة، وقال الذهبي: صدوق، محتج به قال علامة العصر: هو أحد عيون الزيدية ومسلسل مذهب العترة الزكية، توفي سنة ثمان وثمانين ومائة، احتج به الجماعة، وروى له أئمتنا الخمسة والنرسي والحاكم، قال في الجداول: كلما ورد جرير مطلقاً غالباً فهو ابن عبد الحميد.
  وأما عبد العزيز فهو ابن رفيع الأسدي أبو عبد الله المكي روى عن ابن عباس وأنس وابن الطفيل وغيرهم، وثقه أحمد وأبو حاتم وابن معين، توفي سنة ثلاثين ومائة، احتج به الجماعة، وروى له المرادي والمؤيد بالله.
  وأخرج المرادي عن أبي بكرة أنه دخل المسجد والنبي ÷ راكع،