مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

الباب الثاني فيما يتعلق بجملة الفاتحة

صفحة 1267 - الجزء 2

  وعن عبيد بن القعقاع، قال: رمق رجل رسول الله ÷ وهو يصلي فجعل يقول في صلاته: «اللهم اغفر ذنبي ووسع لي في داري وبارك لي فيما رزقتني». أخرجه أحمد، لكن عبيد - ويقال: حميد - لا يعرف حاله، والراوي عنه أبو مسعود الجريري، قال الحافظ: هو سعيد بن إياس، ثقة. أخرج له الجماعة، قال: وللحديث شاهد من حديث أبي موسى في الدعاء للطبراني. وقوله: (رمق) الرمق: اللحظ الخفيف.

  وعن شداد بن أوس أن رسول الله ÷ كان يقول في صلاته: «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم». أخرجه النسائي⁣(⁣١).

  قال في (النيل): ورجال إسناده ثقات. قالوا: فهذه الأخبار تدل على جواز الدعاء بخير الدنيا والآخرة.

  وفي خبر ابن مسعود وخبر (العلوم) رد لما ذهب إليه الحنفية. وأما ما ذهب إليه زيد بن علي فلم أقف له على حجة، ولعله يريد بمماثلته لما في القرآن أن يكون من الدعاء بما يحسن طلبه، ولا إثم فيه، إذ أدعية القرآن ليست إلا كذلك فلا يكون مخالفاً للقول الأول، ويحتمل أنه قصره على ذلك لما لا يؤمن معه من ارتكاب المحذور وسوء الأدب، وإذا كان الدعاء مطابقاً لما في القرآن فلا يقدر فيه ذلك وعلى هذا فلا ينبغي للداعي أن يدعو إلا بما معناه المطابق في القرآن


(١) وأحمد في المسند. تمت مؤلف.