مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

مسائل مهمة تتعلق بجملة سورة الفاتحة

صفحة 1304 - الجزء 2

  أو تجعلوا لنا جعلا، فجعلوا لهم قطيع شاء، فجعل رجل يقرأ بأم القرآن ويجمع ريقه فيتفل فبرأ الرجل، فأتوهم بالشاء، فقالوا: لا نأخذها حتى نسأل عنه رسول الله ÷، فسألوا النبي ÷ فضحك، فقال: «ما أدراك أنها رقية؟ خذوها واضربوا لي فيها بسهم»، والحديث أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو عبيدة، وأحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، والحاكم، والبيهقي، بألفاظ تؤدي هذا المعنى، وفي بعضها: أن سيدهم لدغة العقرب وأن الفاتحة قرئت عليه سبع مرات فبرئ.

  وأخرج أحمد، والبخاري، والبيهقي في السنن، عن ابن عباس: أن نفرا من أصحاب رسول الله ÷ مروا بماء فيه لديغ أو سليم، فعرض لهم رجل من أهل الحي فقال: هل فيكم من راق؟ إن في الماء رجلا لديغا أو سليما، فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك وقالوا: أخذت على كتاب الله أجراً، حتى قدموا المدينة، فقالوا: يارسول الله أخذ على كتاب الله أجرا، فقال رسول الله ÷: «إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله».

  وروى الأمير الحسين في (الشفاء) عن النبي ÷ أنه لما سأله عم خارجة بن الصلت عن رجل أتي به إليه فرقاه ثلاثة أيام غدوة وعشية يقرأ عليه فاتحة الكتاب ويجمع بزاقه، ثم يتفل، فأعطوه جعلا، فسأل رسول الله ÷ عنه، فقال رسول الله ÷: «كل فلعمري من أكل برقية باطل لقد أكلت برقية حق».