مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة

صفحة 1375 - الجزء 3

  منها حرف إلا وهو مفتاح اسم من أسماء الله تعالى. وقيل: بعضها يدل على أسماء الذات، وبعضها يدل على أسماء الصفات.

  قال ابن عباس في {الم ١}: أنا الله أعلم، وفي {المص ١}: أنا الله أفضل، وعنه في الم: الألف إشارة إلى أنه تعالى أحد أول آخر أزلي أبدي، واللام: إشارة إلى أنه لطيف، والميم: إلى أنه ملك مجيد منان، وقال في {كهيعص ١}: إنه ثناء من الله تعالى على نفسه، والكاف يدل على كونه كافياً، والهاء على كونه هادياً، والعين على العالم، والصاد على الصادق.

  وعنه أنه حمل الكاف على الكبير والكريم، والياء على أنه يجير، والعين على العزيز والعدل. ويمكن الاستدلال لهذه الأقوال بأنه قد ورد بعضها عن علي #، وورد عنه أنها صفوة هذا الكتاب، وهذا يمكن الاستدلال به لكل قول منها.

  وروي عنه كرم الله وجهه أنه كان يقول: (يا كهيعص يا حم عسق)، وهذا يدل على أنها من أسماء الله تعالى، أو مبادئ أسمائه، وقول الإمام المهدي #: إنه يحتمل أن المراد يا منزل كهيعص خلاف الظاهر، ويؤيد ما قيل من أنها مبادئ أسمائه تعالى أن العرب تذكر حرفاً من كلمة تريد كلها.

  قال الراجز:

  قلت لها قفي فقالت قاف ... لا تحسبي أنا نسينا الإيجاف