مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة

صفحة 1376 - الجزء 3

  أراد قالت: وقفت، وقال آخر:

  بالخير خيرات وإن شرفا ... ولا أريد الشر إلا إن تا

  يريد إن شرا فشر وإلا إن تشا.

  قال ابن عطية: والشواهد في هذا كثيرة فليس كونه في القرآن مما تنكره العرب في لغتها.

  قلت: ويرد على هذه الأدلة أنها لا تفيد القطع، ويجاب بأنه لا دليل على اشتراط القطع في المسألة، ولو كانت قطعية لما اختلفت الأمة هذا الاختلاف الذي بلغ إلى نحو سبعين قولاً.

  وقال الإمام الناصر لدين الله أبو الفتح الديلمي #، والمبرد، واختاره جماعة من المحققين: إنها أنزلت إعلاماً من الله تعالى للعرب حين تحداهم بالقرآن أنه مؤتلف من الحروف التي منها يركبون كلامهم وهم عارفون لها قادرون عليها، فإذا عجزوا عن معارضته دل ذلك على أنه من كلام الله تعالى لا من كلام البشر، فتكون الحجة لهم لازمة.

  قال الزمخشري: وهذا القول من القوة والخلاقة بالقبول بمنزل. وقال قطرب، وابن روق: إنهم لما أعرضوا عن سماع القرآن أراد الله تعالى لما أحب من صلاحهم ونفعهم أن يورد عليهم ما لا يعرفونه، فأنزل عليهم هذه الأحرف؛ ليكون ذلك سبباً لاستماعهم، وكانوا إذا سمعوها قالوا كالمتعجبين: اسمعوا إلى ما يجيء به محمد، فإذا أصغوا هجم عليهم القرآن، فكان ذلك سبباً لاستماعهم، وطريقاً