مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة [صفات المتقين]

صفحة 1384 - الجزء 3

  فيقال لهما: بفضل ولدكما الذي قرأ القرآن»، رواه المرشد بالله⁣(⁣١).

  وقال القاسم بن إبراهيم #: وإذا أردت أن ترى عجائب الدنيا والأنبياء، وتعلم فضل عدل حكم الله في الأشياء، فاستمع من الكتاب ولا تسمع عليه، واكتف بحكم الله على العباد فيه فإنك إن تسمع عنه بأذن واعية، ثم تقبل عليه بنفس منك لحكمته راعية، تسمع صوتاً منه بالهدى صيتاً، وتعرف من جعله الله حياً ممن جعله ميتاً، فلعلك حينئذٍ عند معرفتك به⁣(⁣٢) تهرب من الميتين، وتلحق بالأحياء، فتجد طيب طعم الحياة، وتثق بالقرار في محل النجاة، فتنزل يومئذٍ منازل العابدين، وتأمن الموت حينئذٍ من الخالدين، ففي مثل ذلك فارغب، وله ما بقيت فانصب.

المسألة الخامسة [صفات المتقين]

  المتقي في اللغة: اسم فاعل من قولهم: وقاه فاتقى، والوقاية: فرط الصيانة، وفي الشرع: اسم مدح كالمؤمن والعدل، وهو الذي يقي نفسه ما يستحق به العقوبة من فعل أو ترك. وقيل: الذي يجتنب المعاصي، والظاهر الأول؛ لأن الله نعتهم ووصفهم بقوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ...} الآيات [البقرة: ٣] ونحوها.


(١) أمالي المرشد بالله ج / ١ ص / ٧٥. انتهى.

(٢) بالأشياء. نخ.