مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة

صفحة 1405 - الجزء 3

  إلا بعمل، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولا قول ولا عمل ولا نية إلا باتباع السنة». وفي حديث الحسن: «لا إيمان لمن لا أمانة له». وعن ابن عمر قال رسول الله ÷: «لا دين لمن لا أمانة له، ولا صلاة لمن لا طهور له، ولا دين لمن لا صلاة له، إنما موضع الصلاة من الدين كموضع الرأس من الجسد». وقال ÷: «الحياء من الإيمان».

  وعن عبد الله بن مسعود قال رسول الله ÷: «إن الصدق من البر، وإن البر من الإيمان، وإن الإيمان في الجنة، وما يزال العبد يصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب من الفجور، وإن الفجور من الكفر، وإن الكفر في النار، وما يزال العبد يكذب حتى يكتب عند الله كذاباً». وفي البساط بإسناده قال: جاء رجل إلى أبي ذر فسأله عن الإيمان، فقرأ عليه أبو ذر: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ ...}⁣[البقرة: ١٧٧] الآية.

  فقال: ليس عن البر سألتك، فقال أبو ذر: جاء رجل إلى رسول الله ÷ فسأله عما سألت، فقرأ عليه كما قرأت عليك، فأبى أن يرضى كما أبيت أن ترضى فقال رسول الله ÷: «المؤمن الذي إذا عمل حسنة سرته ورجا ثوابها، وإذا عمل سيئة ساءته وخاف عقابها».

  وعن جعفر بن محمد # قال رسول الله ÷: «من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وخزن لسانه، وكف غضبه، وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه ÷ فقد استكمل حقائق الإيمان، وأبواب الجنة مفتحة له».