مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة

صفحة 1406 - الجزء 3

  وفي (البساط) بإسناده قال رسول الله ÷: «لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته، وذاتي أحب إليه من ذاته». وعن حذيفة: كنا نتعلم الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، وإنكم اليوم تعلمون القرآن قبل أن تعلموا الإيمان.

  وعن جندب بن عبد الله البجلي قال: كنا مع رسول الله ÷ ونحن فتيان حزاورة فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، فازددنا إيماناً.

  قال الناصر #: أراد تعلمنا شرائع الإيمان من الصلاة والصيام وغيرهما التي بها يؤمن الإنسان نفسه من سخطه وعذابه، فأما الإقرار فإنه لا يحتاج أن يطول تعلمه. ومما يطابق ذلك قول أمير المؤمنين #: (الإيمان: معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان). رواه في النهج.

  ومن كلامه #: المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شيء صدراً، وأذل شيء نفساً، يكره الرفعة، ويشنأ السمعة، طويل غمه، بعيد همه، كثير صمته، مشغول وقته، شكور صبور، مغمور بفكرته، ضنين⁣(⁣١) بخلته، سهل الخليقة، لين العريكة، نفسه أصلب من الصلب، وهو أذل من العبد). فهذه الأخبار والآثار ونحوها شاهدة شهادة صريحة بأن الإيمان هو فعل الطاعات، واجتناب المقبحات، وأن المؤمن في الشرع غير مشتق من الإيمان الذي بمعنى التصديق، بل هو


(١) أي بخيل بإظهار فقره وحاجته للناس. تمت مؤلف.