{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة
  اسم ارتجله الشرع لمن يستحق الثواب والإجلال والتعظيم من دون اشتقاق فيه.
  قال الإمام الموفق بالله(١) #: ولم يكن من قبل معلوماً لأهل اللغة أنه يستحق بفعل هذه الشرائع ضرباً من المدح والإجلال.
  قال الإمام المهدي #: ومن أوضح ما يستدل به على صحة نقل الشرع عن المعنى اللغوي: اتفاقنا نحن والخصم على أن الفسق في أصل وضعه اسم للظهور بعد الاستتار، كما يقال: فسقت الرطبة إذا أظهرت عما كان ساتراً لها، وللخروج عن الساتر على وجه يضر، كما سمت العرب الفأرة فويسقة أي خارجة عن ساترها للإضرار بالغير، وبالاتفاق بيننا وبين الخصم أن الزنى فسق، وشرب الخمر فسق، وأن الشرع هو الذي وضع عليهما هذا الاسم لا اللغة؛ فصح أن الشرع قد ينقل المعنى اللغوي عما وضع له إلى معنى آخر غير ما وضع له في الأصل، وإذا صح ذلك في الفاسق صح مثله في المؤمن؛ إذ لا قائل بالفرق بينهما، لا يقال: إن المعنى اللغوي في تسمية الزنى فسقاً باق، وهو أنه خرج به عن كونه مطيعاً إلى كونه عاصياً، فلهذا سمي فاسقاً؛ لأنا نقول: إن أهل اللغة لم يضعوا الفسق في الأصل
(١) الإمام الموفق بالله: الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن الجرجاني، أبوعبدالله، أحد أئمة الزيدية، وحفاظها، أديب، خطيب، شاعر، أحاط بفقه جميع المذاهب، وبلغ القمة في علم الكلام، عاصر الإمامين المؤيد الله، وأبا طالب، وأخذ عنه ولده المرشد بالله، وله مؤلفات تدل على تقدم كبير، منها: كتاب الاعتبار وسلوة العارفين (مطبوع) الذي جمع فيه ما يقارب ألف ومائة حديث نبوي وآثار علوية لطهارة النفوس وتهذيبها، وله كتاب (الإحاطة في علم الكلام)، وكتاب (مسألة في أن إجماع أهل البيت حجة) - خ - توفي # سنة (٤٢٠) هـ.