مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

{الم 1 ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2 الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون 3 والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة

صفحة 1426 - الجزء 3

  وسرائرهم عليه غير خفية، المعروف بغير كيفية، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار، ولا تحيط به الأقدار، ولا تقدره العقول، ولا تقع عليه الأوهام).

  فانظر إلى كلام أمير المؤمنين # الصريح الدلالة في أن المعرفة الإجمالية كافية، وبالمراد من النجاة وافية، وكم له # من هذا القبيل مما يورده مورد البيان، وتعليم الجاهل الحيران.

  وفي الجامع الكافي عن الحسن بن يحيى # أن سائلاً سأل علياً # فقال: صف لنا ربك حتى نزداد به معرفة وله حباً، فقال #: (عليك يا عبد الله بما دل عليه القرآن من صفته، وقدمك فيه لترسل بينك وبين معرفته فائتم به واستغن بنور هدايته، فإنما هي نعمة وحكمة أوتيتها، فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين).

  وقد تقدم قوله #: (فما ذلك القرآن عليه من صفته فائتم به ...) إلى آخره.

  وقال #: (ومن تفكر في غير الذات وحد، ومن تفكر في الذات ألحد).

  وقال #: (العقل آلة أعطيها العبد لاستعمال العبودية، لا لإدراك الربوبية).

  وقال #: (كل ما خطر ببالك فهو على خلاف ما خطر ببالك).

  وقال #: (التوحيد أن لا تتوهمه).