مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون 6 ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم 7}

صفحة 1567 - الجزء 3

  الملائكة إيمانهم، كما قال تعالى: {أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ}⁣[المجادلة: ٢٢].

  فإن قيل: لا فائدة في تلك العلامة فتكون عبثاً؛ لأنها إن كانت للحفظة فأعمال الكفار أوضح منها، مع أنهم لا يرون ما واراه اللباس من العورة، كما ورد أنهم يصرفون أبصارهم عند قضاء الحاجة، فبالأولى أنهم لا يرون القلب، وإن كانت لله تعالى فهو غني عنها؛ لأنه عالم الغيب والشهادة.

  فالجواب: أنه لا عبث، بل فيها فائدة؛ لأنه تعالى حكيم لا يفعل إلا لغرض وحكمة، فلا بد أن يكون في وضع تلك العلامة نوع لطف لنا أو للملائكة $.

  أما العلامة التي في قلب المؤمن فلأنهم إذا عرفوا بها إيمانه أحبوه فاستغفروا له، وأما التي على قلب الكافر فلأنهم إذا علموا بها كفره، وعلموا أنه ملعون عند الله تعالى كان ذلك منفراً لهم، وزاجراً عن الكفر، ثم إن في ذلك لطفاً للمكلف لأنه إذا علم أنه إذا آمن أحبته الملائكة واستغفروا له كان ذلك مرغباً له في الإيمان، وأنه إذا كفر لعنته الملائكة كان ذلك زاجراً له عن الكفر؛ وقد روي عن علي # ما يدل على هذه العلامة وهو قوله #: (إن الإيمان يبدو لمظة في # كلما ازداد الإيمان ازدادت اللمظة). رواه في النهج.

  اللمظة: بضم اللام في الأصح وهي النكتة أو نحوها من البياض. وأما أن الملائكة لا يرون ما واراه اللباس فلعدم الفائدة، بخلاف القلب