تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين 8}
  وقد عدها بعضهم مذهباً واحداً، وفرق بينهما في (الغياصة) بأنه عند الأسواري روح في القلب لا يدخل تحت الإدراك، وعند الفوطي وابن الراوندي جزء لا يتجزأ ومحله القلب، ولم يذكر أن الروح لا يتجزأ عند الأسواري، ولعل الجزء الذي لا يتجزأ عند الفوطي، وابن الراوندي غير الروح، فيفترق قولهما وقول الأسواري في هذا الوجه، وقد جعل في (الغياصة) قول ابن الراوندي والفوطي واحدا. ثم قال: واتفق هؤلاء على أن الذي في القلب يستخدم الجوارح ويسخرها. قال: وحكي عن ابن الراوندي أنه أثبت في البدن أرواحاً كثيرة، وإليها يرجع الإدراك والتألم. وقال النجار: بل الإنسان هو الجسم والروح معاً.
  قال الإمام المهدي: ولا أعلم ما عنى بالروح، هل الحياة أو غيرها؟. وقال ابن الإخشيذ وبعض الأوائل: هو جسم رقيق(١) منساب(٢) في الجسد، متشكل بشكله، في كل عضو من الجسد عضو منه، فإذا قطع عضو من الجسد وتقلص ذلك الجسم الناطق(٣) من ذلك العضو عاش، وإن تعذر التقلص مات. وقد عزا النجري هذا القول إلى الإمام يحيى بن حمزة، - والرازي؛ ووجه نسبته إلى الرازي، وما ذكره الإمام المهدي، وهو أنه ذكر في المعالم أن الإنسان جوهر نوراني في أعماق هذا البدن، فلا هو مجرد، ولا هو البدن؛ لأنه باق وإن كان عدمه ممكناً، فقوله: (هو نوراني) إشارة إلى أنه جسم؛
(١) أي لطيف. تمت مؤلف.
(٢) المنساب بميم بعدها نون ثم سين مهملة ثم باء بواحدة من أسفل المنبت. تمت مؤلف.
(٣) الذي هو الإنسان. تمت مؤلف.