تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين 8}
  اتصال تأليف وبنية مخصوصة، لا مجرد مجاورة، فكل جزء منه حلته حياة، فتلك الحياة توجب صفة الحيية لمحلها، والأجزاء المتصلة بها اتصال بنية مخصوصة(١).
  قال #: وحينئذ يستقيم قولنا: إن الإنسان هو هذا الشخص المشاهد، وإن كان التحقيق أنه الجملة التي لا يكون حياً إلا بمجموعها، وبقية الأجزاء تابعة لا مقصودة.
  قال #: فهذا تحقيق مذهب جمهور العلماء في حقيقة الإنسان، فظهر لك تطابق العقل والسمع في ذلك.
  قلت: وقد استوفينا ما قاله # بأكثر ألفاظه، وحاصله: أن الإنسان عنده هو المقبوض، والمرسل، والكائن في أجواف الطير، ونحو ذلك، وهو الجملة التي لا يكون الحي حياً إلا بها، إلا أن هذا الهيكل قد صار داخلاً في حكم هذه الجملة للاتصال المخصوص، وصار إطلاق اسم الإنسان على المشاهدة بالتبعية لتلك الجملة فقط، لا من حيث الحقيقة؛ وأنت خبير بأن في نسبة هذا القول إلى الجمهور نظر لما مر من تحقيق مقالتهم، وأنه لا إنسان عندهم إلا هذا الجسم الظاهر، فيكون هذا القول مختصاً بالمهدي #، وقد خصه بنسبة هذا القول إليه الإمام عز الدين #، وأما النجري فقد تبع الإمام في نسبة هذا القول إلى الجمهور؛ لأنه حكى عن الإمام # أنه قال: التحقيق أن الإنسان هو الجملة التي لا يكون الحي حياً إلا بمجموعها لما مر
(١) لا مجاورة. تمت مؤلف.