تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين 8}
  من الظواهر، قال: وهذا القول هو مراد الأكثر من المعتزلة المذكورين أولاً، إلا أنها لما كانت الجملة والهيكل في حال الحياة شيئاً واحداً؛ لأن الحياة وسائر معاني الجملة توجب للمجموع، ولم يتميز البعض من البعض قالوا: إن الإنسان هو هذا المشاهد، وإن كان التحقيق أنه تلك الجملة فقط؛ لكن هل ملك الموت يقبض تلك الجملة حية أم ميتة؟
  قال الإمام: يحتمل، ويحتمل، والأقرب الأول.
  قال النجري: وقد حمل كلام ابن الإخشيذ ومن وافقه على ما قاله الإمام المهدي في حقيقة الإنسان. قال: ويمكن أن يحمل عليه كلام النظام، وبشر، وهشام بن الحكم، قال: وتلك الجملة هي المراد بالروح والنفس.
  واعلم أن الإمام عز الدين # قد أجاب عما اختاره الإمام المهدي، فقال: إن فيه تكلفاً وتعسفاً، قال #: وهكذا حال الإنسان إذا أراد أن يعلم ما تفرد الله بعلمه ولم ينصب لنا دليلاً عليه، ولا جعل للعقل فيه مجالاً ذهب كل مذهب، ولم يفز بمطلب، والأجزاء التي لا يكون الحي حياً إلا بها أجزاء قليلة، يسيرة، فكيف يصح أن تكون هي الموجودة المشاهدة ليلة المعراج، والمعلوم من لفظ الحديث - إن صح - أنها صورة واضحة، وأشخاص كاملة ذات أعضاء، وجوارح، ووجوه موصوفة خلقتها، ولو كانت هي المنزوعة المقبوضة حال النوم لوجب بطلان حياة النائم حال نومه حتى يستيقظ