مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين 8}

صفحة 1721 - الجزء 3

  بعد ردها، ومعلوم أنه حي في حال نومه ولهذا يدرك، وكان يجب إذا قطعنا جسد الميت وفتحنا جسده أن نجد مكان تك الجملة خرقاً في جسده مجوفاً إذ قد انتزعت الجملة من وسطه؛ ثم من المعلوم أن الإنسان هو المريد، الكاره، العالم، الظان، الناظر، وهذه معان لا توجد ولا تحل إلا في القلب، فأخبرنا هل القلب من تلك الجملة؟، فهذا يقضي بأنها كبيرة واسعة إذا القلب مع كبره جزء منها، وقد قلت: إنها هي الأجزاء التي لا يكون الحي حياً إلا بها، أوليس القلب منها؟، وكيف تكون هي العالمة، الناظرة، المريدة، الكارهة؟، وهذه المعاني في أجزاء غيرها لو ذهبت لم يقدح ذهابها في كونها إنساناً، عالماً، ظاناً، ناظراً، مريداً، كارهاً، وغير هذا من الإشكالات التي يمكن إيرادها على هذه المقالة لا محالة.

  قال الإمام عز الدين: والحق الذي لا مدفع له، ولا محيد عنه أن الإنسان العاقل المكلف، الممدوح المذموم، المثاب المعاقب هو هذا الشخص المشاهد، وأن النفس والروح الذي أشير في الآيات والأخبار إليه هو أمر لا يمكن الوصول إلى معرفة حقيقته إلا بالسمع، ولم ينصب الله لنا دليلاً على معرفته حقيقة يتضمن التصريح بذلك، بل قضت حكمته بإبهام ذلك علينا لمصلحة علمها لنا في الإبهام، فلا نتكلف علم ما لم نعلم يابردها على القلب قولك فيما لا تعلم: لا أعلم. ذكره في المعراج.

  واعلم أنا قد أتينا في المسألة بزُبد ما فيها من الأدلة العقلية،