تفسير قوله تعالى: {ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين 8}
  قال الأمير الحسين: والمراد أن المؤذن أمين فيما يخبر من دخول وقت الصلاة.
  فإن قيل: لا نسلم أنه أمين فيما ذكرتم بل المراد أنه أمين على حرم الناس؛ لأنه يشرف على المواضع العالية.
  قيل: يدفع قولكم مارواه في الشفاء عن بلال بن حمامة، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «المؤذنون أمناء المؤمنين على صلاتهم، وصومهم، ولحومهم، ودمائهم، لا يسألون الله شيئاً إلا أعطاهم» وفي الجامع الصغير: «المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم وحاجتهم» ونسبه إلى البيهقي عن الحسن مرسلاً، والمراد بحاجتهم: حاجة الصائمين إلى الإفطار، وفيه: عن أبي محذورة مرفوعاً: «المؤذنون أمناء المسلمين على فطورهم وسحورهم» أخرجه الطبراني في الكبير، قال العزيزي: بإسناد حسن.
  فإن قيل: عدم أمانة الفاسق لا تدل إلا على أنه لا يعتمد عليه في دخول الوقت، وأنه لا يؤهل لطلوع المأذنة، ونحن نلتزم ذلك، وقد قال في شرح الأزهار: إن تقليده في الوقت لا يصح بلا خلاف، كما لا يقبل خبره.
  قيل: قد ثبت بما مر أن المقصود الأعظم بالأذان الإخبار بدخول الوقت، وقد ثبت أيضاً اشتراط العدالة في المخبر من حيث هو، فيجب أن لا يعتد بأذان الفاسق كما لا يعتد بخبره، على أنه لولم يكن المقصود به الإخبار فقد قام الدليل على اشتراط عدالة المؤذن كما مر، فإذا وما بعدها انتفى الشرط لم يصح المشروط.