مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون 9}

صفحة 1776 - الجزء 3

  وتشديد الواو واللام: قد تحول وتقلب في الأمور وجربها، والانتهاز: المبادرة إلى الفرصة واغتنامها، والحريجة: التقوى.

  وقال # في عهده للأشتر: (ولا تعقد عقداً تجوز فيه العلل، ولا تعولن على لحن القول بعد التوثقة). رواه في النهج، وهو نهي عن الحيل؛ إذ هي مبنية على العلل والتأويلات المخالفة للظاهر.

  وقال # بعد كلام ذكره عن رسول الله ÷: قال - يعني النبي ÷ -: «يا علي إن القوم سيفتنون بعدي بأموالهم، ويمنون بدينهم على ربهم، ويتمنون رحمته، ويأمنون سطوته، ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة، والأهواء الساهية، فيستحلون الخمر بالنبيذ، والسحت بالهدية، والربا بالبيع» فقلت: يا رسول الله، بأي المنازل أنزلهم عند ذلك، بمنزلة فتنة؟ أم بمنزلة ردة؟ فقال ÷: «بمنزلة فتنة» رواه في النهج، والأهواء الساهية: الغافلة، والسحت: الحرام.

  قال ابن أبي الحديد: هذا الخبر مروي عن رسول الله ÷ قد رواه كثير من المحدثين عن علي # أن رسول الله ÷ قال له: «إن الله كتب عليكم جهاد المفتونين» وساق الرواية إلى أن قال: فقلت: يا رسول الله لوبينت لي قليلاً، فقال: «إن أمتي ستفتتن من بعدي، فتتأول القرآن، وتعمل بالرأي، وتستحل الخمر بالنبيذ، والسحت بالهدية، والربا بالبيع، وتحرف الكتاب عن مواضعه⁣(⁣١) وتغلب كلمة الضلال، فكن جليس بيتك حتى تقلدها ...» الخبر بطوله.


(١) هذا الخبر مروي في المجلد الثاني صفحة ٤٦٢. تمت مؤلف.