تفسير قوله تعالى: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون 9}
  وتشديد الواو واللام: قد تحول وتقلب في الأمور وجربها، والانتهاز: المبادرة إلى الفرصة واغتنامها، والحريجة: التقوى.
  وقال # في عهده للأشتر: (ولا تعقد عقداً تجوز فيه العلل، ولا تعولن على لحن القول بعد التوثقة). رواه في النهج، وهو نهي عن الحيل؛ إذ هي مبنية على العلل والتأويلات المخالفة للظاهر.
  وقال # بعد كلام ذكره عن رسول الله ÷: قال - يعني النبي ÷ -: «يا علي إن القوم سيفتنون بعدي بأموالهم، ويمنون بدينهم على ربهم، ويتمنون رحمته، ويأمنون سطوته، ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة، والأهواء الساهية، فيستحلون الخمر بالنبيذ، والسحت بالهدية، والربا بالبيع» فقلت: يا رسول الله، بأي المنازل أنزلهم عند ذلك، بمنزلة فتنة؟ أم بمنزلة ردة؟ فقال ÷: «بمنزلة فتنة» رواه في النهج، والأهواء الساهية: الغافلة، والسحت: الحرام.
  قال ابن أبي الحديد: هذا الخبر مروي عن رسول الله ÷ قد رواه كثير من المحدثين عن علي # أن رسول الله ÷ قال له: «إن الله كتب عليكم جهاد المفتونين» وساق الرواية إلى أن قال: فقلت: يا رسول الله لوبينت لي قليلاً، فقال: «إن أمتي ستفتتن من بعدي، فتتأول القرآن، وتعمل بالرأي، وتستحل الخمر بالنبيذ، والسحت بالهدية، والربا بالبيع، وتحرف الكتاب عن مواضعه(١) وتغلب كلمة الضلال، فكن جليس بيتك حتى تقلدها ...» الخبر بطوله.
(١) هذا الخبر مروي في المجلد الثاني صفحة ٤٦٢. تمت مؤلف.