مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون 9}

صفحة 1781 - الجزء 3

  وعن ابن عباس أنه قال: تصدق على بريرة فأهدت منه لعائشة، فذكرت ذلك للنبي ÷، فقال: «هو لنا هدية ولها صدقة». رواه في الشفاء، وأصول الأحكام. وفي الباب نحو هذه الرواية أخرجها أحمد، والبخاري، ومسلم عن أم عطية، وأخرج مسلم، وأحمد قريباً منها عن جويرية.

  وروى قصة بريرة الهادي في الأحكام، وقال: وأكل منه ÷. قالوا: ففي هذه الأخبار إرشاد إلى التخلص من الربا بتوسط العقد الآخر، ومن ترك إقامة الحد أو إيلام الزاني بما لا يحتمله، بالضرب بعثكول، ومن أكل الصدقة المحرمة بتوسط المصرف؛ وهل الحيل إلا معاريض في الفعل على وزان المعاريض في القول، وإذا كان في المعاريض مندوحة عن الكذب، كما أخرج⁣(⁣١) أبو نعيم عن علي مرفوعاً: «إن في المعاريض ما يكفي الرجل العاقل الكذب» ففي معاريض الفعل مندوحة عن المحرمات؛ ويؤيده ما مر الخداع. وقد لقي النبي ÷ طائفة من المشركين وهو في نفر من أصحابه، فقال: المشركون: من أنتم؟ فقال رسول الله ÷: «نحن من ماء» فنظر بعضهم إلى بعض فقالوا: أحياء اليمن كثير فلعلهم منهم، وانصرفوا. وجاء رجل إلى النبي ÷ فقال: احملني، فقال: «ما عندي إلا ولد ناقة» فقال: ما أصنع بولد الناقة؟ فقال رسول الله ÷: «وهل يلد الإبل إلا النوق». ومن أدلتهم: ما روي أن امرأة عبد الله بن رواحة رأته على جارية له، فذهبت وجاءت بسكين، فصادفته قد قضى


(١) ذكره في المقاصد الحسنة لابن الوزير وقال: قد حسن العراقي هذا الحديث ورد على الصنعاني حكمه عليه بالوضع، وفي الباب عن عمران بن الحصين فانظر المقاصد تمت مؤلف.