مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة السابعة: فيما يعلم بأدلة العقل والشرع

صفحة 174 - الجزء 1

  ومن كلام علي #: (فبعث فيهم رسله، وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته، ويذكروهم منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول، ويروهم آيات⁣(⁣١) المقدرة من سقف فوقهم مرفوع، ومهاد تحتهم موضوع، ومعايش تحييهم، وآجال تفنيهم، وأوصاب تهرمهم، وأحداث تتابع عليهم). رواه في النهج⁣(⁣٢).

  وهو نص في المقصود، وقد استعمل ذلك كثير من (أئمة العترة) $، فإنهم يحتجون بالآيات المثيرة على وجود الله تعالى وعدله، وذلك مشهور عنهم في كتبهم، وقال أبو رشيد ورواه في الأساس عن بعض متأخري الشيعة: بل يصح الاستدلال على ثبوته تعالى بالقطعي مطلقاً⁣(⁣٣).

  قلت: لعله أراد ببعض متأخري الشيعة (الشيخ الحسن بن محمد الرصاص)، فإن صاحب الجوهرة ذكر أن كلما لم يكن العلم بصحة الشرع موقوفاً على العلم به، فإنه يصح أن يعلم بالعقل والشرع، قال: وقد مثل ذلك في الكتاب بكونه تعالى موجوداً⁣(⁣٤) ونفي التشبيه، والرؤية، وكالعلم بكون القياس، وخبر الواحد طريقاً يجب العمل بهما، ثم قال⁣(⁣٥): فأما كونه تعالى موجوداً فممتنع، وأراد بالكتاب كتاب الشيخ الحسن كما يظهر من كلامه في ديباجة الجوهرة.

  والله أعلم.


(١) في الأصل المخطوط: (الآيات المقدرة).

(٢) ص (٤٣).

(٣) سواء أثار أم لا تمت مؤلف.

(٤) بناء على أن الوجود أمر زائد على الذات كما سيأتي في البسملة. تمت مؤلف.

(٥) أي صاحب الجوهرة. تمت مؤلف.