مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21 الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من

صفحة 2021 - الجزء 4

  على المشكور على النعمة السابقة نعمة أخرى توازي شكر الشاكر له.

  الثالث: أن القرآن ناطق بأن الجزاء والثواب تفضل منه، قال تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ}⁣[الروم: ٤٥] وقال تعالى حاكياً عن أهل الجنة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ ...} إلى قوله: {مِنْ فَضْلِهِ}⁣[فاطر ٣٤ - ٣٥] وقال: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ٥١ ...} إلى أن قال: {فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ}⁣[الدخان: ٥١ - ٥٧] إلى غير ذلك من الآيات. وهذا يدفع قول الأولين: إن الأجر لا يكون تفضلا.

  الوجه الرابع: ورود السنة النبوية بأن الثواب تفضل؛ قال في الجواب المختار: روى أبو طالب في الأمالي بإسناده إلى النبي ÷ أنه قال في حديث طويل: «وبالعفو تنجون، وبالرحمة تدخلون، وبأعمالكم تتسمون» وروى # في الأمالي أيضاً بإسناده إلى النبي ÷ أنه قال: «إن الله يجمع فقراء هذه الأُمَّةِ ومياسيرها في رحبة باب الجنة، ثم يبعث مناديا فينادي من بطنان العرش: أيما رجل منكم وصله أخوه المؤمن في الله ولو بلقمة من خبز فيأخذ بيده على مهل حتى يدخله الجنة، قال: وهم أعرف بهم يومئذٍ منهم بآبائهم وأمهاتهم، قال: فيجيء الرجل منهم حتى يضع يده على ذراع أخيه المكرم له والواصل له فيقول: يا أخي، أما تعرفني ألست الصانع كذا وكذا فيعرفه كل شيء صنعه به من البر والتحفة، فقم معي، فيقول: إلى أين؟ فيقول: لأدخلك الجنة، فإن الله قد أذن لي في ذلك، فينطلق به آخذاً بيده لا يفارقه حتى يدخله الجنة بفضل رحمة الله لهما ومَنِّهِ عليهما». وروى الحاكم في السفينة عن جابر، قال: خرج