المسألة السابعة [وجوب النظر]
المسألة السابعة [وجوب النظر]
  قيل: في هذه الآية دليل على وجوب النظر؛ لأنه تعالى أردف الأمر بالعبادة بما يدل على وجود الصانع، وهو خلق المكلفين وما ذكر بعده، وذلك يدل على أنه تعالى لا يعرف إلا بالنظر والاستدلال؛ إذ لو كان معلوماً ضرورة لما كان لذكر ذلك فائدة.
  واعلم: أن مسألة وجوب النظر مسألة عظيمة في المعارف الإلهية، ولأجل ذلك جعلنا الكلام عليها في أربعة مواضع؛ إذ لا يحصل العلم بها على وجه لا يبقى معه شك ولا شبهة إلا بذلك:
  الموضع الأول: في أن معرفة الله واجبة.
  الثاني: أنها ليست ضرورية.
  الثالث: أن التقليد فيها لا يجوز، وأن الظن لا يكفي.
  الرابع: في أدلة وجوب النظر.
[المعرفة]
  الموضع الأول: في أن معرفة الله تعالى واجبة، فالذي عليه الجمهور من العدلية، وأكثر فرق الإسلام: أنه يجب على كل مكلف أن يعلم الله تعالى على الجملة، وما يجب له، وما يستحيل عليه، وما يحسن منه ويقبح، والخلاف في ذلك المعارف ضرورية، وسيأتي الكلام عليهم في الموضع الثاني، فهؤلاء