مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21 الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من

صفحة 2070 - الجزء 4

  ذكر الشك، والشك ليس بمعنى، وأجيب بأنه لو حذف لم يحصل في الحد خلل، على أن بعض العلماء قد جعله معنى.

  قلت: ولأجل السلامة من هذين الاعتراضين حده بعضهم بأنه العلم الذي لا يمكن العالم به إخراج نفسه عن استمرار كونه عالماً بمعلومه، وقيل: هو العلم الذي لا يمكن العالم به نفيه عن النفس بوجه من الوجوه.

  قال السيد ما نكديم: وهذا صحيح، وقال ابن الملاحمي: الضروري علم لا يقف على استدلال العالم إذا كان يصح منه الاستدلال، واحترز بهذا القيد عن كونه جل وعلا عالماً.

  قال الإمام عز الدين: والذي يقابل الضروري المكتسب، وحقيقته العلم الحاصل فينا من قبل أنفسنا، وقيل: الذي يمكن العالم به إخراج نفسه عن العلم بما تناوله. وقال ابن الملاحمي: علم يقف على استدلال العالم به.

  واعلم: أن العلم الضروري ينقسم إلى ما يحصل فينا مبتدأ، وهو كالعلم بأحوال النفس من كوننا مريدين وكارهين، وما شاكل ذلك⁣(⁣١) وإلى ما يحصل فينا عن طريق، أو ما يجري مجراه.

  فالأول: كالعلم بالمدركات فإن الإدراك طريق إليها.

  والثاني: كالعلم بالحال مع العلم بالذات، فإن العلم بالذات أصل للعلم بالحال، ويجري مجرى الطريق إليه، والفرق بينهما إنما يحصل


(١) ومشتهين وتافرين وظانين ومعتقدين تمت مؤلف.