مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21 الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من

صفحة 2076 - الجزء 4

  فالجواب من وجهين:

  أحدهما: أن عند أكثر من يجيز التقليد أنه لا طريق سواه؛ إذ قد صرحوا بالمنع من النظر. وقد صح بما ذكرنا أنه لا بُدَّ من أن ينتهي التقليد إلى من علم ما علمه غير تقليد دفعاً للتسلسل.

  وثانيهما: أنه يبطل من حيث أنه لم يحصل الاكتفاء به مطلقاً، بل لا بُدَّ من العلم على كل حال.

  الوجه الثالث: أن المقلد لا يأمن خطأ من قلده، وأن يكون جهلاً، والإقدام على ما لا يؤمن قبحه قبيح، وأما الأدلة النقلية فقد ذم الله التقليد في عدة آيات نحو قوله تعالى: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ}⁣[الزخرف: ٢٢] ومن السنة ما مرَّ في الموضع الثاني فإنه أوجب الطلب، وحذر من التقليد بقوله: (مالت به الرجال من يمين إلى شمال ...) الخبر، وفي معناه أخبار كثيرة منها: ما رواه أبو طالب في الأمالي قال: أخبرنا العبدكي، ثنا ابن يزداد ثنا محمد بن عبيد، وعمر بن أحمد ثنا محمد بن يزيد الرفاعي، ثنا محمد بن الفضيل، ثنا الوليد بن مجمع عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن اليمان قال رسول الله ÷: «لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن أساءوا أسأنا، ولكن وطنوا أنفسكم على أنه إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا».

  أما محمد بن عبيد فهو: ابن واصل.

  وأما الرفاعي فهو: محمد بن يزيد الرفاعي أبو هشام الكوفي،