تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21 الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من
  الوجه الثاني: قالوا: قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا}[الاحقاف: ١٣] فأخبر أن الإقرار كاف.
  والجواب: أن المراد أنهم قالوا ذلك عن علم، بدليل قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ٨٦}[الزخرف] وقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}[محمد: ١٩] وما تقدم من أن الاعتقاد أحد أركان الإيمان، وغير ذلك من أدلة وجوب العلم بالله، والعلم لا يحصل إلا عن نظر.
  الوجه الثالث: قوله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ١٧ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}[الزمر ١٧ - ١٨] فلم يشترط النظر والاستدلال.
  والجواب: أن معرفة صحة القول وحسنه تقف على معرفة الله، وعدله، وحكمته.
  الوجه الرابع: أن النبي ÷ أمر باتباع السواد الأعظم وهو معنى التقليد، والجواب عنه قد مر.
  الوجه الخامس: أنكم قد أجزتم التقليد في الفروع فأجيزوه في الأصول.
  والجواب: أنه فرق بينهما الدليل، ولهذا يكتفى بالظن في الفروع.
  الوجه السادس: أنكم قد جوزتم تقليد الرسول #.
  والجواب أن اتباعه # ليس تقليداً لأنه عن دليل. فهذه أدلة من يجيز التقليد مطلقًا أي من دون تقييد بكونه من أهل الغفلة، ولا يكون من يقلده محقا، وأما غيرهم فمنهم من قد دخلت شبهته فيما ذكرنا كالعنبري القائل بجواز التقليد في الأصول دون الفروع،