مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة السابعة [وجوب النظر]

صفحة 2096 - الجزء 4

  ولا عاقلاً، إذ العاقل إذا خوف بأمارة صحيحة خاف لا محالة، وأسبابه كثيرة، منها:

  أن ينظر إلى نفسه وما في تركيبه من الحكمة والتدبير، فيقول لعل لهذا الصنع صانعاً إن أطعته أثابني وإن عصيته عاقبني فيخاف فينظر. ومنها: أن يرى افتراق الناس في الأديان وتضليل بعضهم لبعض، فيجوز أن يكون من الضالين. ومنها: سماع الوعظ، والأخبار، والكتب المنزلة، وما فيها من إثبات الصانع، والوعد، والوعيد فيجوز أن تكون حقا فيخاف. ومنها: أن ينظر في كتاب فرى فيه ما يخوفه من ذكر الثواب والعقاب ونحوهما. فإذا لم يحصل شيء من هذه الأسباب وجب على الله تعالى أن يفعل له الخاطر. والكلام على الخاطر يكون من ست جهات:

  الجهة الأولى: في حقيقته، فقال الجمهور: هو كلام خفي يلقيه الله في باطن السمع، أو على لسان بعض ملائكته. والمراد بباطن السمع داخل صماخ الأذن.

  قال في الغياصة: أو في ناحية صدره أى يخلقه الله تعالى، أو يلقيه الملك في ناحية صدره. واقتصر على كونه يخلق أو يلقيه الملك في ناحية الصدر في رياض الأفهام، ولم يذكر باطن السمع، ورواه عن أبي هاشم، وقاضي القضاة. وقال أبو علي: بل هو اعتقاد وعنه أنه ظن، وعنه أنه كلام كالجمهور، وفي الغياصة عنه أنه فكر.

  وأجيب بأنه لا يجوز أن يكون اعتقاداً؛ لأنه إن طابق كان علماً