تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21 الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من
  الخاطر إلى شيئين، والنظر فيهما لا يمتنع عند أبي هاشم، ومنعه أبو علي بناء على تضاد الأنظار.
  وأجيب: بأن شرط التضاد فيها اتحاد المتعلق، وأن يكون التعلق متعاكساً، ولو سلم له ذلك فلا نسلم امتناع النظر في شيئين إذ لا تضاد، ولو امتنع فهو لفقد الداعي إلى الجمع بينهما، كما يمتنع فعل النظر مع كراهته لفقد الداعي، لا لتضادٍ بينه وبين الكراهة.
  والجواب عن السادس: كالجواب عن الثاني؛ ويقال لهم أيضاً: هذه الأدلة المتكافئة إما أن توصل كلها إلى العلم حتى يكون جميع المذاهب حقاً، وهذا باطل؛ لأنه لا يكون إثبات الصانع ونفيه حقاً، وإما أن لا توصل، وفي هذا خروجها عن كونها أدلة، فضلاً عن كونها متكافئة؛ فكيف سميتموها أدلة مع أن الدليل ما أوصل إلى العلم، وإما أن يوصل بعض دون بعض، فهو المطلوب، لكن ما أوصل فهو الدليل، وما لم يوصل فهو شبهة، ولا تكافؤ بين الدليل والشبهة.
  والجواب عن السابع: بأنه قد يعدل عن النظر لسبب من الأسباب؛ والأسباب الصارفة عن الخوض في هذا العلم، والتشاغل عن النظر والفكر كثيرة، منها: إيثار الدعة والراحة، والتشاغل باللذات.
  قال الحاكم: وهذه عادة كثير من الناس، وذلك مما لا يخفى فساده؛ لأن صلاح أمر الدنيا لا يحصل مع تلك الآفات، فكيف الثواب، وقد قال ÷: «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات». ومنها: تجويز التقليد.