تفسير قوله تعالى: {يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون 21 الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من
  وما حكم العقل بحسنه فلا يكون بدعة، هذا مع ما طابقهُ من الأدلة السمعية، فإن المعلوم من ضرورة الدين أن النبي ÷ كان يدعو إلى دينه بالقرآن المشتمل على أنواع الحجج والبراهين، والرد على أهل البدع، والمنكرين للقيامة، والبعث والرسل، والآيات المتضمنة للحث على النظر في المخلوقات، والذم على ترك ذلك أكثرَ من أن يحصى.
  وأما التفصيلي، فالجواب عن الوجه الأول: أن المنهي عنه الجدال بالباطل بدليل الأمر به في قوله تعالى: {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[النحل: ١٢٥] ونحوها، مع أنا لا نسلم أن النظر هو الذي يؤدي إلى الجدل، وإنما يؤدي إليه اللجاج والعناد، وأما النظر الصحيح إذا أنصف صاحبه من نفسه، فلا يؤدي إلا إلى اعتقاد الحق، وسكون النفس.
  والجواب عن الوجه الثاني: أن حديث: (عليكم بدين العجائز) غير صحيح.
  قال السيد أحمد بن عبد الله الوزير في المقاصد الحسنة: لا أصل له؛ لكن عند الديلمي من حديث محمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، عن أبيه، عن ابن عمر مرفوعاً: (إذا كان في آخر الزمان، واختلفت الأهواء فعليكم بدين أهل البادية والنساء) وابن البيلماني: ضعيف جداً.
  قال ابن حبان: حدث عن أبيه بنسخة موضوعة لا يجوز الاحتجاج به. على أنه لا حجة فيه على منع النظر؛ إذ غاية ما يدل عليه الأمر بالاكتفاء بالجمل، والعلم الجملي لا يحصل إلا بالنظر.