مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الرابعة عشرة [في نفي الشريك لله تعالى]

صفحة 2217 - الجزء 4

  وغفلة، وسبب ذلك التجافي عن علوم قدماء آل محمد $ والجهل بها، وإلا فهذا مذهب عيون قدماء آل محمد (À) وممن نص على ذلك وصرح به القاسم بن إبراهيم في جواب مسألة الطبريين، فقال: إنما صفته سبحانه وتعالى هو، وكذلك الهادي # في كتاب الديانة، ورواه السيد حميدان عن العترة، والشرفي في شرح الأساس عن قدمائهم جميعاً، فكيف يتجاسر القرشي على إلزام المجبرة الكفره إن قالوا بما قال أئمة العترة، وهو يزعم أنه مقتفٍ لآثارهم، مقتدٍ بهداهم، ومن أينٍ جهة اللزوم الذي ذكره، والقائلون: إن صفاته تعالى ذاته لا يثبتون أمراً زائداً على الناس، حتى يمكنه القول بأنها تكون مستحقة للعبادة، وإنما يلزم ذلك لو قيل بالتغاير، ولا يتصور إثبات أمر زائد على القول بأنها هي هو لما فيه من التناقض، فهذا الإلزام صادر عن غير روية ولا فكر، والمراد بقولهم $ إن صفات الله تعالى هي ذاته أنه قادر وعالم بذاته، وحي بذاته، لا بأمر زائد على الذات، والمعنى أنه ليس إلا ذاته جلّ وعلا. ذكره في الأساس وشرحه، وهو معنى قول بعضهم إن معنى كونه قادراً عالماً أنه تعالى ذات لها مقدور ومعلوم، ومعنى كونه حياً أنه ذات لا يستحيل أن يقدر ويعلم، ونحو ذلك.

  قال في البدر الساري: فكلما أخبر الله تعالى به عن ذاته وما لها من الأسماء والصفات هو حقيقة ذاته المقدسة إجمالاً، وليس شيء منها مثل المسميات في الدنيا، لكن الإخبار عن الغائب لا يتم إن لم يعبروا عنه بالأسماء المعلوم معانيها في الشاهد ليعلموا بها ما في الغيب