مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت

صفحة 2255 - الجزء 4

  بل وأرباب الكرامات من الأولياء والعلماء التي يعدها بعضهم خوارق تجري بينهم المعارضات والمنافسة، والدالة على ارتفاع العصمة عنهم. التي هي من لوازم النبوة.

  العاشر: أن صاحب المعجزات يفارق أصحاب الحيل في هيئته وزيّه، وروائه وكلامه وأفعاله، وفي كافة أحواله، هذا همه تقوى الله ونورها يتلألأ في وجهه، ولوائح الخيرات تعرف منه في جميع شئونه، وصاحب الحيل همه الدنيا وأهلها من الملوك وغيرهم، يعرف في وجهه الشر، والخداع والغدر، اشتغاله ومرمى آماله استمالة الناس إليه، وجمع حطام الدنيا لديه؛ وهذا فرق جلي، لا يجهله إلا غبي.

  فهذه جملة الوجوه التي يتميز بها النبي من الساحر، والمعجز من الحيلة، فمن كابر بعد ذلك وجحد، وادعى عدم التمييز فهو الخصم الألد، الذي لا يجارى ولا يناظر.

  واعلم أنما ذكرناه من وجوه المعجز والشروط الفارقة بينه وبين السحر والحيل تدل على أن العلم بالمعجزات استدلالي، وإلا لما احتجنا إلى معرفة تلك الشروط والفروق، وهو ظاهر إطلاقات كثير من أصحابنا، ويؤخذ من كلام بعضهم أن منها ما يعلم ضرورة، ومنها ما يعلم دلالة، ففي المنهاج ما لفظه:

  قال شيوخنا: وكثير من المعجزات يعلم بالضرورة إعجازها ومفارقتها للسحر والحيل، ولهذا اعترف سحرة فرعون بمعجزة موسى # وهم أعلم الناس بالسحر، ووصف الله قوم فرعون