تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت
  وجاء بالقرآن، وادعى أنه معجزة له، ووجدنا فيه حقيقة المعجز وشرائطه، فدل على ما ذكرنا.
  واعلم: أن بعض أصحابنا يجعلون هذه الأدلة مبنية على ثمانية أصول، وهي: أن محمداً ÷ موجود، وأنه ادعى النبوة، وأنه أتى بالقرآن، وأنه لم يأت به غيره، وأنه جعله حجة له على صدق دعواه، وأنه تحدى العرب بل الجن والإنس أن يأتوا بمثله فلم يأتوا بشيء، وأنه يُعلم بذلك عجزهم، وأن عجزهم دليل نبوته، وهذه الأصول منها ما هو معلوم ضرورة، ومنها ما يعلم مما تقدم في حد المعجز وشرائطه، إلا أن في إفرادها بالذكر، والكلام على كل واحد منها، ودفع ما يرد عليه من التشكيكات والاعتراضات مزيد تحقيق، وطمأنينة قلب، ولأجل ذلك استحسنا الإتيان بها كاملة، وتفصيل الكلام عليها على وجه بديع، واستكمال لما يتعلق بها من الإشكالات، وردها بأوضح رد وأكمله، وفي ذلك من الفوائد ما لا يخفى على من له رغبة في العلوم، واليقين بما كلفه بها الحي القيوم، فنقول:
  أما الخمسة الأُوَلُ، وهي وجوده وما بعده آخرُها أنه جعله حجة له، فالعلم بها ضروري بالتواتر.
  قال السيد مانكديم: ولا مانع يمنع من حصول العلم بهذه الأشياء وما جانسها اضطراراً، فإن العلم بالملوك والبلدان، وكون المصنفات منسوبة إلى مصنفيها ضروري، وقد أورد على دعوى الضرورة