مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

تفسير قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين 23 فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار الت

صفحة 2324 - الجزء 4

  ومنها: قوله تعالى في وصف الجنة: {عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}⁣[آل عمران: ١٣٣] فأخبر أن عرضها عرض السماء والأرض، والمتحيزات لا يجوز تداخلها؛ فعلمنا أن ذلك إنما يكون بعد فناء السماوات والأرض فيكون عرض الجنة جهة عرضهما بعينه؛ ليصدق الخبر» قالوا: ولا نسلم أن المراد كعرضهما؛ لأنه خلاف الظاهر، ولا موجب لمخالفته.

  وأجيب عن هذه الأدلة بأن الاحتجاج بالآية الأولى مبني على أن أدلة الفناء قطعية. وليس كذلك، قال النجري: والصحيح أنها ظنية وأن الاحتجاج بها ضعيف. وقال المرتضى: الفناء إنما يكون للدنيا وما كان منها دون ما كان من الآخرة وأسبابها، وما حكم به فيها فهو باق ثابت، وقال الحسين بن القاسم العياني: الفناء يكون للحيوان، وقال الإمام القاسم بن محمد: يحتمل أن يراد بدوام أكلها في القيامة لا في أيام الدنيا فليس بدائم؛ فيكون المعنى أن أكلها بعد دخولها دائم لا ينقطع. كما أن من دخلها يبقى كذلك، وذلك لا ينافي فناءها مع فناء الدنيا، وإذا كانت دلالة هذه الآية غير قطعية بطل قولهم بوجوب القطع بأن جنة آدم غير جنة الخلد، كيف وقد روي في النهج عن علي # ما يدل على أنها هي، وهو قوله #: (فاغتره إبليس نفاسة عليه بدار المقام).

  وأما قوله: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ ...} الآية [إبراهيم: ٤٨] فلا حجة فيها: إذ لا تدل على تبدل الجنة والنار. وقوله: (لو خلقتا لما كانتا إلا فيهما)