مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة [في شروط ثواب الأعمال]

صفحة 2359 - الجزء 4

  وأما ما أجاب به الرازي من الوجهين فهما باطلان؛ أما الأول فقد اعترف ببطلانه، وأما الثاني فهو مؤسس على إبطال حكم العقل، وقد مرَّ في المقدمةَ الرد على هذه المقالة، وتقدم في الثالثة عشرة من مسائل {سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ...} الآية [البقرة: ٦] الدليل على أن العقاب مستحق عقلاً، ومرَّ أيضاً في الخامسة من مسائل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}⁣[البقرة: ٢١] الدلالة على أن الثواب واجب.

  نعم، قول الرازي: إن أهل الموافاة يقولون: إن من مات على الكفر علمنا أن ما أتى به أولاً كان كفرا ليس بقول لهم على ما ذكره الإمام المهدي من معنى الموافاة، وإنما هو قول المرجئة؛ اللهم إلا أن يكون جارياً على بعض ما فسرت به الموافاة.

فائدة [تتعلق بالإحباط]

  ذكر الإمام المهدي أن القائل بإحالة الإحباط والتكفير من الإمامية قد بنى على هذه المقالة الفاسدة أقوالاً باطلة، منها: أنه لا طاعة لكافر؛ لأن ثوابه وعقابه دائمان فيستحيل اجتماعهما، والإحباط والتكفير ممتنعان فلم يبقَ إلا نفي طاعته ووقوعها منه.

  ومنها: القطع بانقطاع عقاب الفاسق ودوام ثوابه.

  ومنها أنه لا يقع كفر بعد إيمان؛ لأن ثواب الإيمان دائم فلا يصح أن يطرو عليه ما يثبت دوام عقابه.

  ومنها: أن الكافر إذا تاب سقط عقابه تفضلاً، لا بالتكفير بالتوبة، قالوا: ويجوز أن لا يسقط؛ لجواز أن لا يتفضل عليه.