مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الخامسة [في شروط ثواب الأعمال]

صفحة 2361 - الجزء 4

  قال: وكذلك المستحق على الطاعة نوعان: الثواب الأخروي لمن غلبت طاعته معصيته، والتفرقة، وذلك فيمن غلبت معاصيه طاعاته، فلا يستحق بالطاعة إلا التفرقة فقط، وهي مزية تثبت له على من خلصت معاصيه عن الطاعة.

  وأما الخالدي وهو أبو الطيب محمد بن إبراهيم بن شهاب فذهب إلى أنه يجب انقطاع عقاب الفاسق، وتحقيق مذهبه على ما ذكره بعض أصحابنا أن المعصية لا يستحق عليها العقاب الدائم إلا إذا انفردت عن الطاعات، وأما ما وجدت مع الإيمان فلا يستحق عليها إلا العقاب المنقطع، ودعاه ذلك إلى القول بأن الكافر لا تقع منه طاعة يستحق عليها ثواباً؛ لأن الكفر يوجب دوام العقاب، والطاعة توجب انقطاعه ومصيره بعده إلى الثواب الدائم، ودعاه ذلك إلى القول بأنه لا يجوز الكفر بعد الإيمان؛ لمثل هذه العلة، فأوجب فيمن آمن في وقت من الأوقات أن لا يموت إلا مؤمناً، وأوجب في الكافر أن لا يفعل ما يستحق عليه ثواباً ما دام على كفره، وزعم أن غير الكافر إما أن تكون طاعاته خالصة من الكبائر إما بتركها أو بالتوبة عنها، فثوابه دائم لا عقاب عليه، أو مقترنة بالكبائر فلا بد وأن يستحق عليها عقابا منقطعاً، ثم يصير إلى الثواب الدائم، وأحال كون المعصية المنفردة عن الطاعة بمنزلة المعصية التي لم تنفرد.

  وحكى الإمام المهدي عن بعض من أنكر الإحباط والتكفير أن منغلب ثوابه عقابه استحق الثواب الأخروي الدائم، والعقاب الدنيوي